خسرت شركة "بوينغ" الأميركية العملاقة لصناعة الطائرات نحو 24 مليار دولار خلال يومين، وذلك إثر حادثة تحطم طائرة "بوينغ 737 ماكس" تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية قرب أديس أبابا يوم الأحد الماضي، بحسب تقرير لوكالة "بلومبرغ".
وأشار محللو "بلومبرغ" إلى أن هذه الخسارة هي الأكبر التي تتكبدها "بوينغ" في يومين، منذ أكثر من عقد من الزمن. وأوضح تقرير نشره موقع "فاينانشيال تايمز" أن سهم "بوينغ" تكبد خسارة تعد الأكبر منذ الهبوط الحاد الذي تعرضت له أسهم الشركة بعد هجمات 11 أيلول، عام 2001. وتراجعت أسهم أحد أكبر الشركات المصنعة للطائرات في العالم بنسبة 12 في المائة يوم الاثنين الماضي، أي بعد يوم واحد على الحادث المرير، بحسب تقرير "الفاينانشيال تايمز". وأتت هذه الفاجعة بعد خمسة أشهر على حادث مماثل تعرضت له طائرة لشركة "ليون إير" في إندونيسيا، في تشرين الأول ليقتل 189 شخصاً كانوا على متنها بعد دقائق قليلة أيضاً من الإقلاع.
ورغم تطمينات الشركة المصنّعة بأن طائراتها آمنة وموثوقة، فإن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والهند انضمت إلى الصين ودول أخرى بمنع تشغيل الطائرة أو منعها من استخدام مجالها الجوي، بانتظار نتائج التحقيقات في حادث التحطّم. وحتى الآن، ترفض الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات مماثلة ضدّ الشركة الأميركية العملاقة والتي تعدّ طائراتها الأكثر مبيعاً في العالم.
وأفاد رئيس إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية دانييل إلويل في بيان أنه "حتى الآن، لم تظهر مراجعتنا وجود مشكلات أداء هيكلية في الطائرة ولم توفر أساساً لمنع العمل بها".ويلقي اتساع رقعة الإجراءات ضدّ هذه الطائرة بالضغط على "بوينغ" لإثبات أن طائراتها من نوع "ماكس" آمنة. وأعلنت الشركة أنها بدأت بتنفيذ تحديث لبرمجيات الطيران ينتهي قبل نيسان، من شأنه معالجة المشكلات المتعلقة بأجهزة الاستشعار.
بدوره، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب رأيه بالمسألة بتغريدة قاسية قال فيها إن الطائرات أصبحت شديدة التعقيد. وأضاف ان لم يعد هناك حاجة إلى الطيار، بل يجب توظيف علماء برمجة من معهد " إم آي تي"، أي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. ولاحقاً، تحدّث ترمب عبر الهاتف إلى المدير التنفيذي لشركة "بوينغ" دنيس ميلنبرغ الذي أكد له أن الطائرة آمنة، بحسب ما قال مصدر من القطاع لوكالة الصحافة الفرنسية.